( فلسَفة صُندوقْ )
الفصل الأول
-----
على ارض الشارع بعض الاوراق شبه الخضراء بعد ان سقطت من الاشجار وانتهي عمرها .. مكمله سنّه حياه وتاركه مكاناَ لغيرها ..
تسقط علي الارض محدثه ذاك الصوت البسيط .. في هذا المكان الغامض
فقد نسمع صوت الاوراق المتساقطه واحيانا نسمع للريح صوتا ! .. فقد كان حياَ هادئا الي هذا الحد ..
نتحدَّث عن حي صغير .. في مكان ما .. وعلي ابواب الشتاء وبعض السقيع الخفيف مع سلاسل الرياح السريعه .. وُلدت قصتنا
علي جانبي طريقنا اشجار تزينه وترتسم لوحه فنيه من الوان الطبيعه وسحر الخريف
نجد الوانا تشع بهجه .. اشجار تنجب الاحمر والاصفر .. ورغم هذه السيمفونيه الملوَّنه .. الا اننا لا نشعر بالحياه داخل هذا الشارع المريب ..
.. امام كل منزل شجره .. وكل شجره مختلفه عن الاخري .. مستقله بلونها بذاتها وذوق ساقيها وصاحبها ..
مختلفين لانعلم لماذا .. فهو حي غريب ..
مليء بالاسرار .. لا نعلم لماذا يسوده الهدوء رغم سكانه المختلفين .. !
علي الجانب الايمن من الشارع الرئيسي يقطن الاستاذ حسين .. (70 عاما ).. وهو كاتب روائي متقاعد .. رجل يتحدّث بالفصحي دائما وتراه وحيد بعد ان توفت زوجته منذ زمن ..
ليس له زوار ولا اصدقاء .. وهذا يعلل ما سُمي به من قِبل الجيران بأنه غريب الاطوار !
يُرى صباحاَ يسقي شجرته اليتيمه وبعض الازهار الصفراء حول شرفته .. ويجلس ليقرأ معظم النهار .. لا يُسمع صوته الا اذا مرَّ احد اولاد الجيران يزعجه .. فهو يحب الهدوء والوحده ..
ولا يريد ان يُحمّل يومه اي مفاجآت ..
علي بُعد امتار قليله يوجد منزل شاب يُدعي عمر ( 27 عاما) .. قد أتي ليعمل بهذه المنطقه تاركاَ عائلته
يعمل باحدي الشركات وهواياته كثيره جداا .. هذا ما يفسر الفوضي العارمه التي تسود منزله ..
لكنه قليلا ما يتحدث مع جيرانه .. تراه يعود من العمل يجلس يشاهد التلفاز او يستمع للموسيقي.. واحياناَ يغني !
مما يزعج جارنا العزيز الاستاذ حسين .. فكثيرا ما تحدث المشاجرات بسبب الصوت العالي من الشاب وتذمت وغرابه العجوز !
امام منزل عمر تعيش اسره صغيره مزعجه .. الام ( منال ) ( 50) والاب ( يحيي) ( 55) والابنه الشقيه ( جنه ) ( 24 عاما ) وهي فتاه تنعشها الحياه ..
تحب الاختلاط ولكنها لا تجد فرصه في هذا الحي المهجور ..
تحب الموسيقى والاشعار وتربيه الحيوانات فهي تملك قطه صغيره تثير الحي .. فمنهم الكثير من يكره القطط ويشمئز من جنه ..
ولديها الكثير من الزهور الورديه بحديقه المنزل .. تعشقها كثيرا ومن الواضح ان زهورها تبادلها الحب .. فهي تزيد وتزدهر .. حتي نكاد لا نري المنزل فهو مختفي خلف جنة جنه ..
هذا ما لا يعجب امها التي تقضي معظم نهارها في تنظيف المنزل من اوراق ابيها المتناثره وبعض الاتربه التي تخلفها الزهور الغاليه ..
علي بُعد .. نجد منزلاَ هادئاَ للغايه .. وهو منزل امرأه لا تُري بالشارع الا قليلا .. فهي حبيسه منزلها ولوحاتها .. ترسم ليلاَ نهارا .. وتذهب .. لا احد يعلم الي اين وتعود للمنزل ببعض المؤن وبدون لوحاتها ..
علي حد التخمين فهي تبيع لوحاتها !
آنسه ( سهر ) ( 40 عاما ) .. لم تتزوج وليس لديها اصدقاء سوي الفرشاه والالوان وبعض من الموسيقى الهادئه ..
وهي جاره لأسره الحاج ( ابراهيم ) ( 60 عاما ) وزوجته مدام ( سميه ) ( 50 عاما ) ..
هذه الاسره التي تستقر علي مقربه من نهايه شارعنا ولكن صوتها وازعاجها يمر من بدايه الطريق لآخره ..
فهي اسره مكونه من سته افراد .. الاب والام واربعه ابناء ..
الابنه الكبرى ( نيرمين ) ( 20 عاما ) فتاه جامعيه ملتزمه الي حد كبير بدينها وملابسها .. مثقفه ترتدي نظارتها معظم الوقت ولا تتكلم كثيرا مع الغير ..
نكاد نجزم انها لا تتكلم مطلقا !!
الابن الاوسط هو ( ياسين ) 18 عاما .. في السنه الاولي في الجامعه وهو شاب كغيره يملاه الطموح والحماس وبعض ازعاجات المراهقه
والتوءم الاصغر هما ( وائل و كريم ) وهما طفلان في العاشره من عمرهما .. توءم لا تشوبه شائبه .. غير انهما الاكثر كرها في الشارع لشقاوتهما المستمره .. من لعب الكره الي هوايه ازعاج الجيران !
بنهايه هذا الشارع
يعود لمنزله المهندس ( هاشم ) وابنه الوحيد ( خالد ) يوميا بنفس الميعاد من عمله بعد ان يذهب ليصطحب ابنه من الجامعه ..
والروتين اليومي الملوَّن ببعض المشاجرات والاحاديث الممله .. نسمعها الي ان يدخلا منزلهما
وسط هذا الهدوء الغير الطبيعي في الحي الغريب .. والجنون المخيّم علي ساكنيه .. علي حافه الطريق وجد صندوقاَ مغلقاَ ..
مغلف بشريطه لاصقه وربطه من القماش بشكل مثير .. غامض
.. وليست عليه اي معالم تدل علي صاحبه ..
يحتمي قليلا بالرصيف .. بين منزل الاستاذ حسين و منزل عمر .. ولا نعلم حتي الآن لمن هذا الصندوق ..
فقد وُجد وحيداَ
وُجِدَ وحيداَ لافتاَ للأنظار .. صباحاَ في هذا الحي الهاديء .. الهاديء جداا ..
الفصل الأول
-----
على ارض الشارع بعض الاوراق شبه الخضراء بعد ان سقطت من الاشجار وانتهي عمرها .. مكمله سنّه حياه وتاركه مكاناَ لغيرها ..
تسقط علي الارض محدثه ذاك الصوت البسيط .. في هذا المكان الغامض
فقد نسمع صوت الاوراق المتساقطه واحيانا نسمع للريح صوتا ! .. فقد كان حياَ هادئا الي هذا الحد ..
نتحدَّث عن حي صغير .. في مكان ما .. وعلي ابواب الشتاء وبعض السقيع الخفيف مع سلاسل الرياح السريعه .. وُلدت قصتنا
علي جانبي طريقنا اشجار تزينه وترتسم لوحه فنيه من الوان الطبيعه وسحر الخريف
نجد الوانا تشع بهجه .. اشجار تنجب الاحمر والاصفر .. ورغم هذه السيمفونيه الملوَّنه .. الا اننا لا نشعر بالحياه داخل هذا الشارع المريب ..
.. امام كل منزل شجره .. وكل شجره مختلفه عن الاخري .. مستقله بلونها بذاتها وذوق ساقيها وصاحبها ..
مختلفين لانعلم لماذا .. فهو حي غريب ..
مليء بالاسرار .. لا نعلم لماذا يسوده الهدوء رغم سكانه المختلفين .. !
علي الجانب الايمن من الشارع الرئيسي يقطن الاستاذ حسين .. (70 عاما ).. وهو كاتب روائي متقاعد .. رجل يتحدّث بالفصحي دائما وتراه وحيد بعد ان توفت زوجته منذ زمن ..
ليس له زوار ولا اصدقاء .. وهذا يعلل ما سُمي به من قِبل الجيران بأنه غريب الاطوار !
يُرى صباحاَ يسقي شجرته اليتيمه وبعض الازهار الصفراء حول شرفته .. ويجلس ليقرأ معظم النهار .. لا يُسمع صوته الا اذا مرَّ احد اولاد الجيران يزعجه .. فهو يحب الهدوء والوحده ..
ولا يريد ان يُحمّل يومه اي مفاجآت ..
علي بُعد امتار قليله يوجد منزل شاب يُدعي عمر ( 27 عاما) .. قد أتي ليعمل بهذه المنطقه تاركاَ عائلته
يعمل باحدي الشركات وهواياته كثيره جداا .. هذا ما يفسر الفوضي العارمه التي تسود منزله ..
لكنه قليلا ما يتحدث مع جيرانه .. تراه يعود من العمل يجلس يشاهد التلفاز او يستمع للموسيقي.. واحياناَ يغني !
مما يزعج جارنا العزيز الاستاذ حسين .. فكثيرا ما تحدث المشاجرات بسبب الصوت العالي من الشاب وتذمت وغرابه العجوز !
امام منزل عمر تعيش اسره صغيره مزعجه .. الام ( منال ) ( 50) والاب ( يحيي) ( 55) والابنه الشقيه ( جنه ) ( 24 عاما ) وهي فتاه تنعشها الحياه ..
تحب الاختلاط ولكنها لا تجد فرصه في هذا الحي المهجور ..
تحب الموسيقى والاشعار وتربيه الحيوانات فهي تملك قطه صغيره تثير الحي .. فمنهم الكثير من يكره القطط ويشمئز من جنه ..
ولديها الكثير من الزهور الورديه بحديقه المنزل .. تعشقها كثيرا ومن الواضح ان زهورها تبادلها الحب .. فهي تزيد وتزدهر .. حتي نكاد لا نري المنزل فهو مختفي خلف جنة جنه ..
هذا ما لا يعجب امها التي تقضي معظم نهارها في تنظيف المنزل من اوراق ابيها المتناثره وبعض الاتربه التي تخلفها الزهور الغاليه ..
علي بُعد .. نجد منزلاَ هادئاَ للغايه .. وهو منزل امرأه لا تُري بالشارع الا قليلا .. فهي حبيسه منزلها ولوحاتها .. ترسم ليلاَ نهارا .. وتذهب .. لا احد يعلم الي اين وتعود للمنزل ببعض المؤن وبدون لوحاتها ..
علي حد التخمين فهي تبيع لوحاتها !
آنسه ( سهر ) ( 40 عاما ) .. لم تتزوج وليس لديها اصدقاء سوي الفرشاه والالوان وبعض من الموسيقى الهادئه ..
وهي جاره لأسره الحاج ( ابراهيم ) ( 60 عاما ) وزوجته مدام ( سميه ) ( 50 عاما ) ..
هذه الاسره التي تستقر علي مقربه من نهايه شارعنا ولكن صوتها وازعاجها يمر من بدايه الطريق لآخره ..
فهي اسره مكونه من سته افراد .. الاب والام واربعه ابناء ..
الابنه الكبرى ( نيرمين ) ( 20 عاما ) فتاه جامعيه ملتزمه الي حد كبير بدينها وملابسها .. مثقفه ترتدي نظارتها معظم الوقت ولا تتكلم كثيرا مع الغير ..
نكاد نجزم انها لا تتكلم مطلقا !!
الابن الاوسط هو ( ياسين ) 18 عاما .. في السنه الاولي في الجامعه وهو شاب كغيره يملاه الطموح والحماس وبعض ازعاجات المراهقه
والتوءم الاصغر هما ( وائل و كريم ) وهما طفلان في العاشره من عمرهما .. توءم لا تشوبه شائبه .. غير انهما الاكثر كرها في الشارع لشقاوتهما المستمره .. من لعب الكره الي هوايه ازعاج الجيران !
بنهايه هذا الشارع
يعود لمنزله المهندس ( هاشم ) وابنه الوحيد ( خالد ) يوميا بنفس الميعاد من عمله بعد ان يذهب ليصطحب ابنه من الجامعه ..
والروتين اليومي الملوَّن ببعض المشاجرات والاحاديث الممله .. نسمعها الي ان يدخلا منزلهما
وسط هذا الهدوء الغير الطبيعي في الحي الغريب .. والجنون المخيّم علي ساكنيه .. علي حافه الطريق وجد صندوقاَ مغلقاَ ..
مغلف بشريطه لاصقه وربطه من القماش بشكل مثير .. غامض
.. وليست عليه اي معالم تدل علي صاحبه ..
يحتمي قليلا بالرصيف .. بين منزل الاستاذ حسين و منزل عمر .. ولا نعلم حتي الآن لمن هذا الصندوق ..
فقد وُجد وحيداَ
وُجِدَ وحيداَ لافتاَ للأنظار .. صباحاَ في هذا الحي الهاديء .. الهاديء جداا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق