( فلسَفة صُندوقْ )
الفصل الرابع
(1)
على أمل أن تجد " جنة " صندوقها في مكانه .. أسرعت لغرفتها .. ولكن ما خافت حدوثه قد حدث !
كانت أمها " مدام منال " تمسك بالصندوق و غلافه مع تساؤلات مثيرة تملأ عينيها ..
- من أتى لك بهذه الهدية ؟
- ليست هدية يا أمي .. إنها أمانة عندي
- وهل هذا مكان لحفظ الأمانات .. وكيف لكي أن تفتحي الأمانة ؟
- لابد لي ان افتحها
- ؟
- أمي هذا موضوع يطول شرحه
- لا أحب أن يكون لابنتي أسرار !
- سأخبرك فيما بعد
- ستخبريني .. الآن .
- امي
- اجيبيني .. ممن هذا ؟ .. ولماذا تجلسين بغرفتك كثيراً اليوم ؟ .. و مع من كنتِ تتحدثين ؟
- كنت أتحدث مع جارنا الاستاذ " هاشم "
- تتحدثين الى الغرباء ثانيةً
- ليس بغريب هذا جارنا
- جنة .. إننا جديدون هنا بالحي ولا نعرف منهم أحداً و أخاف عليكِ .. أعرف انكِ لا تحبين العزلة ولكن هذا قدرنا
- الخوف لا نتيجة له سوى الوحدة و أنا لا احبها .. أرجوكي أمي اتركيني أتعلم واعيش كما أشاء
- سأتركك عندما تخبريني عما بكِ
- سأقص عليكي ولكن اوعديني ألا تمنعيني
- اتفقنا
وحكت لأمها عن حوارها مع " عمر " وعن ما حدث خلال اليوم وعن خطتها في حل المشكلة بين " عمر " و جاره العجوز مستغلة الصندوق الخشبي .. و وعدتها أمها أن تساعدها شرط أن تحكي لها عمّا يدور برأسها حتى لا تقع بمشكلة .
واستأذنت " جنة " أمها ان تدعو " عمر " لزيارتهم لكي يتحدثوا في امر الصندوق .. وهل تمانع بوجوده في المنزل أم لا .. و وافقت الأم ..
فرحت كثيراً " جنة " بنتيجة الحديث مع والدتها .. فـ حتى الآن خطتها تسير كما تريد .
(2)
في شارعنا ليلاً .. يعود " عمر " كعادته يفتح بوابة حديقته الصغيرة ليدخل منزله .. ولكنه لا يدخل سريعاً ككل يوم .. فالليلة ظل قليلاً ينظر الي الشرفة المقابلة له .. علّ ما يتمناه يحدث .. وتخرج "جنة" لأي سبب و تطل بطلّتها ..
" كم هي مريحة بدرجة كبيرة "
حدّث عمر نفسه .. و قرر الدخول لمنزله فلا أمل .. و الجو بارد ..
( 3 )
على الجهة المقابلة .. وتحديداً خلف الشرفة .. كانت تجلس فتاتنا مختفية وراء الستارة تختلس النظرات .. و عندما رأته ينظر الي شرفتها تراقص قلبها .. قد يحدث شيئاً غذاً أو بعد غد .. بسببها أو بسبب القدر ..
ولكنه شيئاً يسعدها .. فـ عمر شاب لطيف رغم التساؤلات حول اهماله بنفسه وبحياته .. ولكنها قد قررت انها ستفعل شيئاً من أجل تحسين الوضع .. سواء بجيرانه .. أو بحياته الشخصية .. !
أغلقت النور .. واستلقت على ظهرها تنظر الي سقف غرفتها لتري صوراً قد نسجها خيالها لما قد يحدث فيما بعد من احلام تتمني تحقيقها ..
وسافرت .. استغراقاً في النوم ..
الفصل الرابع
(1)
على أمل أن تجد " جنة " صندوقها في مكانه .. أسرعت لغرفتها .. ولكن ما خافت حدوثه قد حدث !
كانت أمها " مدام منال " تمسك بالصندوق و غلافه مع تساؤلات مثيرة تملأ عينيها ..
- من أتى لك بهذه الهدية ؟
- ليست هدية يا أمي .. إنها أمانة عندي
- وهل هذا مكان لحفظ الأمانات .. وكيف لكي أن تفتحي الأمانة ؟
- لابد لي ان افتحها
- ؟
- أمي هذا موضوع يطول شرحه
- لا أحب أن يكون لابنتي أسرار !
- سأخبرك فيما بعد
- ستخبريني .. الآن .
- امي
- اجيبيني .. ممن هذا ؟ .. ولماذا تجلسين بغرفتك كثيراً اليوم ؟ .. و مع من كنتِ تتحدثين ؟
- كنت أتحدث مع جارنا الاستاذ " هاشم "
- تتحدثين الى الغرباء ثانيةً
- ليس بغريب هذا جارنا
- جنة .. إننا جديدون هنا بالحي ولا نعرف منهم أحداً و أخاف عليكِ .. أعرف انكِ لا تحبين العزلة ولكن هذا قدرنا
- الخوف لا نتيجة له سوى الوحدة و أنا لا احبها .. أرجوكي أمي اتركيني أتعلم واعيش كما أشاء
- سأتركك عندما تخبريني عما بكِ
- سأقص عليكي ولكن اوعديني ألا تمنعيني
- اتفقنا
وحكت لأمها عن حوارها مع " عمر " وعن ما حدث خلال اليوم وعن خطتها في حل المشكلة بين " عمر " و جاره العجوز مستغلة الصندوق الخشبي .. و وعدتها أمها أن تساعدها شرط أن تحكي لها عمّا يدور برأسها حتى لا تقع بمشكلة .
واستأذنت " جنة " أمها ان تدعو " عمر " لزيارتهم لكي يتحدثوا في امر الصندوق .. وهل تمانع بوجوده في المنزل أم لا .. و وافقت الأم ..
فرحت كثيراً " جنة " بنتيجة الحديث مع والدتها .. فـ حتى الآن خطتها تسير كما تريد .
(2)
في شارعنا ليلاً .. يعود " عمر " كعادته يفتح بوابة حديقته الصغيرة ليدخل منزله .. ولكنه لا يدخل سريعاً ككل يوم .. فالليلة ظل قليلاً ينظر الي الشرفة المقابلة له .. علّ ما يتمناه يحدث .. وتخرج "جنة" لأي سبب و تطل بطلّتها ..
" كم هي مريحة بدرجة كبيرة "
حدّث عمر نفسه .. و قرر الدخول لمنزله فلا أمل .. و الجو بارد ..
( 3 )
على الجهة المقابلة .. وتحديداً خلف الشرفة .. كانت تجلس فتاتنا مختفية وراء الستارة تختلس النظرات .. و عندما رأته ينظر الي شرفتها تراقص قلبها .. قد يحدث شيئاً غذاً أو بعد غد .. بسببها أو بسبب القدر ..
ولكنه شيئاً يسعدها .. فـ عمر شاب لطيف رغم التساؤلات حول اهماله بنفسه وبحياته .. ولكنها قد قررت انها ستفعل شيئاً من أجل تحسين الوضع .. سواء بجيرانه .. أو بحياته الشخصية .. !
أغلقت النور .. واستلقت على ظهرها تنظر الي سقف غرفتها لتري صوراً قد نسجها خيالها لما قد يحدث فيما بعد من احلام تتمني تحقيقها ..
وسافرت .. استغراقاً في النوم ..
......
( 4 )
صباحاً
استقيظت باكراً بطلتنا .. فلديها الكثير اليوم .. وحملت متاعها لتسقي زهورها وتنتظر ..
تنتظر " عمر " لتعلمه عما وصلت اليه في خطتها .. ولسبب آخر تنتظره .. !
و أثناء أداء مهمتها اليومية .. تسمع صوت البوابة تُفتح .. ويخرج منها .. كعادته مسرعاً .. و لكن هذه المرة توقف قليلاً
- صباح الخير " جنة "
- صباح النور
- أراكي باكراً اليوم
- لدي الكثير من الأعمال
- بالتوفيق .. سأمضي انا .. ميعادي قد حان
- مهلاً !
- نعم
- هل تمانع ان تأتي لزيارتنا بالمنزل اليوم مساءً .. بعد عودتك ؟
- ؟
- أنا ادعوك للشاي معنا .. ألا تريد التعرف على عائلتي .. جيرانك ؟!
- يسعدني ويشرفني
- اذن سننتظرك .. ونتحدث .. لدي الكثير أخبرك عنه عن صندوق العجوز و بعض الأمور
- حسناً ..
و في هذه الأثناء سُمع صوت قوي من شيء معدني
وبالالتفات .. وجدا .. العجوز الغريب يخرج من منزله .. و واضح على ملامحه الغضب الشديد .. أخرج صندوق القمامة المعدني و القاه بعنف على باب منزله مما أدى الي حدوث اصواتاً مزعجة .. ولم يلتفت الى أي منهم .. و أغلق الباب بعنف أيضاً
" عمر " : هذا الرجل يحتاج الى علاج نفسي !
- جائز أنه يعاني من شيء ما
- و ما ذنب جيرانه
- انت تعترف أننا جيرانه !
- و ماذا ؟
- اذن سنساعده
- تحرجيني ثانيةً
- سأنتظرك مساءاً
وصوت من بعيد ..
- صباح الخير " جنة "
- صباح الخير أستاذ " هاشم "
- عمر .. أستاذ هاشم جارنا بآخر الشارع .. أستاذ هاشم هذا " عمر " .
- هاشم : تشرفنا
- عمر : سعيد بمعرفتك
- جنة : أنا اسعد بكم
- هاشم : خالد ابني
- أهلا
- أهلا
- أهلا و سهلا
وقفة قصيرة للتعارف ..
و بعدها اعتذر "عمر" فلديه عمله .. و ودع " جنة "
- الى اللقاء ليلاً
- الى اللقاء
و وصلة أخرى من الازعاج .. عندما خرج العجوز يلقي ببعض الأوراق داخل صندوق القمامة ثانيةً .. و يهمهم ببعض الكلمات الغير مفهومة .. و لا يزال لا يلتفت الى أي من الواقفين أمام منزله
جنة : أستاذ هاشم ... لقد وجدنا شيئاً يخص هذا العجوز .. و أردنا أن نعيده اليه ولكننا لا نعرف الطريقة المناسبة
هاشم : من الصعب التحدث اليه
جنة : نعم علمت ( بحزن قالتها )
هاشم : ماذا هناك ؟
جنة : أريد أن استغل الوضع في حل مشكلة هذا العجوز .. هل تساعدني ؟
هاشم : بالطبع .. إن استطعت !
خالد : سأساعك انا ايضاً .. أظن أنني سأجد ما يشغلني في هذا المكان المهجور
هاشم : انشغل بدراستك
جنة : كل فرد فينا له دور في هذه المهمة
خالد : سنتفق
جنة : أقترح ان نتقابل في نهاية الأسبوع .. بيوم العطلة
هاشم : لا مانع
جنة : شكراً لك استاذ هاشم .. شكراً خالد سررت بمعرفتك
خالد : انا ايضاً .. أعتقد أننا سنصبح أصدقاء ..
جنة : بالطبع
هاشم : الى لقاءٍ قريب
و وداع على امل اللقاء قريباً لمناقشة أمر هذا العجوز و متعلقاته ..
هذا ما أسرّ قلب " جنة " .. فقد وُجِدَت مناسبة تجمعها بجيرانها ..
و قليلاً .. سمة حركة وُلِدت بهذا الشارع الغريب ... ~
.
بقلمي :
هدى علآم
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق