أعشق المستحيل .. و أسطر أحلامي حروفاً حتى لا أنساها بزحمة الحياة .. ~
السبت، 24 ديسمبر 2011
أميرة .. مع وقف التنفيذ .. !
كُنْتُ بِـ رِفقَتِهِ ..
ساذجة لدرجة كبيرة
متمردة على سنوات عمري
كُنْتُ بِـ رِفقَتِهِ ..
وحيدة
خائفة من مجهول
شاعرة بِـ أمل وقتي
حاملة من ظلم السنين
كُنْتُ بِـ رِفقَتِهِ ..
لا أعي شيئاً عن الحب
فقط .. أستهل من خبراتة الشريرة
و أقنع نفسي بها .. !
كُنْتُ بِـ رِفقَتِهِ ..
غير أمينة على نفسي
راحلة ولا أدري الى أين ؟
كُنْتُ بِـ رِفقَتِهِ ..
أسيرة لـ ضلال يغيّم على قلبي
أحلم بـ غدِ لن يأتي !
كُنْتُ بِـ رِفقَتِهِ ..
أميرة .. مع وقف التنفيذ !
ساذجة لدرجة كبيرة
متمردة على سنوات عمري
كُنْتُ بِـ رِفقَتِهِ ..
وحيدة
خائفة من مجهول
شاعرة بِـ أمل وقتي
حاملة من ظلم السنين
كُنْتُ بِـ رِفقَتِهِ ..
لا أعي شيئاً عن الحب
فقط .. أستهل من خبراتة الشريرة
و أقنع نفسي بها .. !
كُنْتُ بِـ رِفقَتِهِ ..
غير أمينة على نفسي
راحلة ولا أدري الى أين ؟
كُنْتُ بِـ رِفقَتِهِ ..
أسيرة لـ ضلال يغيّم على قلبي
أحلم بـ غدِ لن يأتي !
كُنْتُ بِـ رِفقَتِهِ ..
أميرة .. مع وقف التنفيذ !
كُنْتُ بِـ رِفقَتِهِ .. و لن أعود لـ رفقته .. !!
.ممنوع النقل بدون ذكر اسمي © هدى علآم
الأربعاء، 21 ديسمبر 2011
دفاتِري
و حمَلت دفاتِري من الأسْرار .. أسرار .. تتّسم بعضها بــ الحُب .. وتشبه الأخرى حُزنَاً ..
احتملتني حِين كنت مخطِئة .. و احتميت بــ أحضَانها عندما شعرتْ بالوحدة ..
أحببتُها .. واعتبرتُها صديقتي المقرّبة ..
إلى صَفحاتِي الغالِية ..
كُوني سرِّي ودنيتِي .. كُوني أمَلاً بــ غُربتِي ..
كُوني لِي .. لا علىّ ..
و لا تَتخلّي عنّي .. ~~
.
احتملتني حِين كنت مخطِئة .. و احتميت بــ أحضَانها عندما شعرتْ بالوحدة ..
أحببتُها .. واعتبرتُها صديقتي المقرّبة ..
إلى صَفحاتِي الغالِية ..
كُوني سرِّي ودنيتِي .. كُوني أمَلاً بــ غُربتِي ..
كُوني لِي .. لا علىّ ..
و لا تَتخلّي عنّي .. ~~
.
لِـ [ هدى علآم ] .
الخميس، 15 ديسمبر 2011
( فلسَفة صُندوقْ ) الفصل الرابع
( فلسَفة صُندوقْ )
الفصل الرابع
(1)
على أمل أن تجد " جنة " صندوقها في مكانه .. أسرعت لغرفتها .. ولكن ما خافت حدوثه قد حدث !
كانت أمها " مدام منال " تمسك بالصندوق و غلافه مع تساؤلات مثيرة تملأ عينيها ..
- من أتى لك بهذه الهدية ؟
- ليست هدية يا أمي .. إنها أمانة عندي
- وهل هذا مكان لحفظ الأمانات .. وكيف لكي أن تفتحي الأمانة ؟
- لابد لي ان افتحها
- ؟
- أمي هذا موضوع يطول شرحه
- لا أحب أن يكون لابنتي أسرار !
- سأخبرك فيما بعد
- ستخبريني .. الآن .
- امي
- اجيبيني .. ممن هذا ؟ .. ولماذا تجلسين بغرفتك كثيراً اليوم ؟ .. و مع من كنتِ تتحدثين ؟
- كنت أتحدث مع جارنا الاستاذ " هاشم "
- تتحدثين الى الغرباء ثانيةً
- ليس بغريب هذا جارنا
- جنة .. إننا جديدون هنا بالحي ولا نعرف منهم أحداً و أخاف عليكِ .. أعرف انكِ لا تحبين العزلة ولكن هذا قدرنا
- الخوف لا نتيجة له سوى الوحدة و أنا لا احبها .. أرجوكي أمي اتركيني أتعلم واعيش كما أشاء
- سأتركك عندما تخبريني عما بكِ
- سأقص عليكي ولكن اوعديني ألا تمنعيني
- اتفقنا
وحكت لأمها عن حوارها مع " عمر " وعن ما حدث خلال اليوم وعن خطتها في حل المشكلة بين " عمر " و جاره العجوز مستغلة الصندوق الخشبي .. و وعدتها أمها أن تساعدها شرط أن تحكي لها عمّا يدور برأسها حتى لا تقع بمشكلة .
واستأذنت " جنة " أمها ان تدعو " عمر " لزيارتهم لكي يتحدثوا في امر الصندوق .. وهل تمانع بوجوده في المنزل أم لا .. و وافقت الأم ..
فرحت كثيراً " جنة " بنتيجة الحديث مع والدتها .. فـ حتى الآن خطتها تسير كما تريد .
(2)
في شارعنا ليلاً .. يعود " عمر " كعادته يفتح بوابة حديقته الصغيرة ليدخل منزله .. ولكنه لا يدخل سريعاً ككل يوم .. فالليلة ظل قليلاً ينظر الي الشرفة المقابلة له .. علّ ما يتمناه يحدث .. وتخرج "جنة" لأي سبب و تطل بطلّتها ..
" كم هي مريحة بدرجة كبيرة "
حدّث عمر نفسه .. و قرر الدخول لمنزله فلا أمل .. و الجو بارد ..
( 3 )
على الجهة المقابلة .. وتحديداً خلف الشرفة .. كانت تجلس فتاتنا مختفية وراء الستارة تختلس النظرات .. و عندما رأته ينظر الي شرفتها تراقص قلبها .. قد يحدث شيئاً غذاً أو بعد غد .. بسببها أو بسبب القدر ..
ولكنه شيئاً يسعدها .. فـ عمر شاب لطيف رغم التساؤلات حول اهماله بنفسه وبحياته .. ولكنها قد قررت انها ستفعل شيئاً من أجل تحسين الوضع .. سواء بجيرانه .. أو بحياته الشخصية .. !
أغلقت النور .. واستلقت على ظهرها تنظر الي سقف غرفتها لتري صوراً قد نسجها خيالها لما قد يحدث فيما بعد من احلام تتمني تحقيقها ..
وسافرت .. استغراقاً في النوم ..
الفصل الرابع
(1)
على أمل أن تجد " جنة " صندوقها في مكانه .. أسرعت لغرفتها .. ولكن ما خافت حدوثه قد حدث !
كانت أمها " مدام منال " تمسك بالصندوق و غلافه مع تساؤلات مثيرة تملأ عينيها ..
- من أتى لك بهذه الهدية ؟
- ليست هدية يا أمي .. إنها أمانة عندي
- وهل هذا مكان لحفظ الأمانات .. وكيف لكي أن تفتحي الأمانة ؟
- لابد لي ان افتحها
- ؟
- أمي هذا موضوع يطول شرحه
- لا أحب أن يكون لابنتي أسرار !
- سأخبرك فيما بعد
- ستخبريني .. الآن .
- امي
- اجيبيني .. ممن هذا ؟ .. ولماذا تجلسين بغرفتك كثيراً اليوم ؟ .. و مع من كنتِ تتحدثين ؟
- كنت أتحدث مع جارنا الاستاذ " هاشم "
- تتحدثين الى الغرباء ثانيةً
- ليس بغريب هذا جارنا
- جنة .. إننا جديدون هنا بالحي ولا نعرف منهم أحداً و أخاف عليكِ .. أعرف انكِ لا تحبين العزلة ولكن هذا قدرنا
- الخوف لا نتيجة له سوى الوحدة و أنا لا احبها .. أرجوكي أمي اتركيني أتعلم واعيش كما أشاء
- سأتركك عندما تخبريني عما بكِ
- سأقص عليكي ولكن اوعديني ألا تمنعيني
- اتفقنا
وحكت لأمها عن حوارها مع " عمر " وعن ما حدث خلال اليوم وعن خطتها في حل المشكلة بين " عمر " و جاره العجوز مستغلة الصندوق الخشبي .. و وعدتها أمها أن تساعدها شرط أن تحكي لها عمّا يدور برأسها حتى لا تقع بمشكلة .
واستأذنت " جنة " أمها ان تدعو " عمر " لزيارتهم لكي يتحدثوا في امر الصندوق .. وهل تمانع بوجوده في المنزل أم لا .. و وافقت الأم ..
فرحت كثيراً " جنة " بنتيجة الحديث مع والدتها .. فـ حتى الآن خطتها تسير كما تريد .
(2)
في شارعنا ليلاً .. يعود " عمر " كعادته يفتح بوابة حديقته الصغيرة ليدخل منزله .. ولكنه لا يدخل سريعاً ككل يوم .. فالليلة ظل قليلاً ينظر الي الشرفة المقابلة له .. علّ ما يتمناه يحدث .. وتخرج "جنة" لأي سبب و تطل بطلّتها ..
" كم هي مريحة بدرجة كبيرة "
حدّث عمر نفسه .. و قرر الدخول لمنزله فلا أمل .. و الجو بارد ..
( 3 )
على الجهة المقابلة .. وتحديداً خلف الشرفة .. كانت تجلس فتاتنا مختفية وراء الستارة تختلس النظرات .. و عندما رأته ينظر الي شرفتها تراقص قلبها .. قد يحدث شيئاً غذاً أو بعد غد .. بسببها أو بسبب القدر ..
ولكنه شيئاً يسعدها .. فـ عمر شاب لطيف رغم التساؤلات حول اهماله بنفسه وبحياته .. ولكنها قد قررت انها ستفعل شيئاً من أجل تحسين الوضع .. سواء بجيرانه .. أو بحياته الشخصية .. !
أغلقت النور .. واستلقت على ظهرها تنظر الي سقف غرفتها لتري صوراً قد نسجها خيالها لما قد يحدث فيما بعد من احلام تتمني تحقيقها ..
وسافرت .. استغراقاً في النوم ..
......
( 4 )
صباحاً
استقيظت باكراً بطلتنا .. فلديها الكثير اليوم .. وحملت متاعها لتسقي زهورها وتنتظر ..
تنتظر " عمر " لتعلمه عما وصلت اليه في خطتها .. ولسبب آخر تنتظره .. !
و أثناء أداء مهمتها اليومية .. تسمع صوت البوابة تُفتح .. ويخرج منها .. كعادته مسرعاً .. و لكن هذه المرة توقف قليلاً
- صباح الخير " جنة "
- صباح النور
- أراكي باكراً اليوم
- لدي الكثير من الأعمال
- بالتوفيق .. سأمضي انا .. ميعادي قد حان
- مهلاً !
- نعم
- هل تمانع ان تأتي لزيارتنا بالمنزل اليوم مساءً .. بعد عودتك ؟
- ؟
- أنا ادعوك للشاي معنا .. ألا تريد التعرف على عائلتي .. جيرانك ؟!
- يسعدني ويشرفني
- اذن سننتظرك .. ونتحدث .. لدي الكثير أخبرك عنه عن صندوق العجوز و بعض الأمور
- حسناً ..
و في هذه الأثناء سُمع صوت قوي من شيء معدني
وبالالتفات .. وجدا .. العجوز الغريب يخرج من منزله .. و واضح على ملامحه الغضب الشديد .. أخرج صندوق القمامة المعدني و القاه بعنف على باب منزله مما أدى الي حدوث اصواتاً مزعجة .. ولم يلتفت الى أي منهم .. و أغلق الباب بعنف أيضاً
" عمر " : هذا الرجل يحتاج الى علاج نفسي !
- جائز أنه يعاني من شيء ما
- و ما ذنب جيرانه
- انت تعترف أننا جيرانه !
- و ماذا ؟
- اذن سنساعده
- تحرجيني ثانيةً
- سأنتظرك مساءاً
وصوت من بعيد ..
- صباح الخير " جنة "
- صباح الخير أستاذ " هاشم "
- عمر .. أستاذ هاشم جارنا بآخر الشارع .. أستاذ هاشم هذا " عمر " .
- هاشم : تشرفنا
- عمر : سعيد بمعرفتك
- جنة : أنا اسعد بكم
- هاشم : خالد ابني
- أهلا
- أهلا
- أهلا و سهلا
وقفة قصيرة للتعارف ..
و بعدها اعتذر "عمر" فلديه عمله .. و ودع " جنة "
- الى اللقاء ليلاً
- الى اللقاء
و وصلة أخرى من الازعاج .. عندما خرج العجوز يلقي ببعض الأوراق داخل صندوق القمامة ثانيةً .. و يهمهم ببعض الكلمات الغير مفهومة .. و لا يزال لا يلتفت الى أي من الواقفين أمام منزله
جنة : أستاذ هاشم ... لقد وجدنا شيئاً يخص هذا العجوز .. و أردنا أن نعيده اليه ولكننا لا نعرف الطريقة المناسبة
هاشم : من الصعب التحدث اليه
جنة : نعم علمت ( بحزن قالتها )
هاشم : ماذا هناك ؟
جنة : أريد أن استغل الوضع في حل مشكلة هذا العجوز .. هل تساعدني ؟
هاشم : بالطبع .. إن استطعت !
خالد : سأساعك انا ايضاً .. أظن أنني سأجد ما يشغلني في هذا المكان المهجور
هاشم : انشغل بدراستك
جنة : كل فرد فينا له دور في هذه المهمة
خالد : سنتفق
جنة : أقترح ان نتقابل في نهاية الأسبوع .. بيوم العطلة
هاشم : لا مانع
جنة : شكراً لك استاذ هاشم .. شكراً خالد سررت بمعرفتك
خالد : انا ايضاً .. أعتقد أننا سنصبح أصدقاء ..
جنة : بالطبع
هاشم : الى لقاءٍ قريب
و وداع على امل اللقاء قريباً لمناقشة أمر هذا العجوز و متعلقاته ..
هذا ما أسرّ قلب " جنة " .. فقد وُجِدَت مناسبة تجمعها بجيرانها ..
و قليلاً .. سمة حركة وُلِدت بهذا الشارع الغريب ... ~
.
بقلمي :
هدى علآم
.
( فلسَفة صُندوقْ ) الفصل الثالث
( فلسَفة صُندوقْ )
الفصل الثالث
( 1 )
كانت بداية هذا اليوم ليست كأي بداية .. فهو معبأ بالفرحة .. لطالما أرادت " جنة " التحدّث الي القريب البعيد .. جارها الذي يقطن أمام منزلها وتراه يومياً مع أزهارها .. فاليوم .. تحدثت معه و تعرفت عليه عن قرب .. فهو لا يبدو مهملاً مستهتراً كما كانت تظن .. بل هو رقيق المشاعر هاديء لطيف نوعاً ما .. وهذا ما جعلها تظن أنها على ميعاد مع شيء ما .. !
دخلت منزلها تسرع الى غرفتها .. بعد أن سمعت صوت والدتها تحدثها عن التأخير خارجاً .. و أن ازهارها تأخذها من حياتها معهم .. ولكنها لا تعلم أن ما أخذها اليوم هو صندوق خشبي .. و آخر .. !
حملته وجلست على سريرها الصغير في غرفة تتسم بالرقة والنعومة .. تدل على أن صاحبتها تتمتع بالذوق والرقي ..
وفوق ملآتها الوردية أرادت أن تفتح الصندوق .. كان مغلفاً بشريطة عريضة بشكل مثير .. وكان الصندوق مغلق .. حاولت فتحه وكانت المفاجأة ! .. كانت تسجل كل شيء حتى تخبر "عمر" به ..
كانت بداية هذا اليوم ليست كأي بداية .. فهو معبأ بالفرحة .. لطالما أرادت " جنة " التحدّث الي القريب البعيد .. جارها الذي يقطن أمام منزلها وتراه يومياً مع أزهارها .. فاليوم .. تحدثت معه و تعرفت عليه عن قرب .. فهو لا يبدو مهملاً مستهتراً كما كانت تظن .. بل هو رقيق المشاعر هاديء لطيف نوعاً ما .. وهذا ما جعلها تظن أنها على ميعاد مع شيء ما .. !
دخلت منزلها تسرع الى غرفتها .. بعد أن سمعت صوت والدتها تحدثها عن التأخير خارجاً .. و أن ازهارها تأخذها من حياتها معهم .. ولكنها لا تعلم أن ما أخذها اليوم هو صندوق خشبي .. و آخر .. !
حملته وجلست على سريرها الصغير في غرفة تتسم بالرقة والنعومة .. تدل على أن صاحبتها تتمتع بالذوق والرقي ..
وفوق ملآتها الوردية أرادت أن تفتح الصندوق .. كان مغلفاً بشريطة عريضة بشكل مثير .. وكان الصندوق مغلق .. حاولت فتحه وكانت المفاجأة ! .. كانت تسجل كل شيء حتى تخبر "عمر" به ..
( 2 )
صوت مزعج خارج المنزل .. من عجوز و صوت تصادم وصراخ ..
لم تحتمل " جنه " وذهبت الى الخارج لترى ..
و إذا بالعجوز العجيب يصرخ بوجه أحد الجيران المقيمين بشارعهم .. صراخاً مميتاً " لابد لك أن تصلحه "
- " انت دائماً تجبر الآخرين على تحمل أخطائك "
- " ستصلحه لي "
- " لن أصلحه "
- " سأقتلك "
- " !! "
صُعِقت " جنة " من الكلمات
خارج منزل العجوز كانت توجد جرة كبيرة .. كان يضعها " غريب الأطوار على باب منزله بها بعض الزهور النادرة ..
و غالباً أثناء دخول الاستاذ " هاشم " بسيارته الشارع عائداً الى منزله .. اصطدم بها عن غير قصد .. فكُسرت وتناثرت الزهور خارجاً ..
هذا ما استنتجته " جنه " مما رأته .. و لكنها اندهشت من انفعال الرجل العجوز المُبالغ فيه .. لماذا يعامله هكذا ؟ .. لماذا يتعامل مع الجميع بعنف وعجرفة ؟ .. وتذكرت كلمات " عمر " عنه .. وصدّقت الآن .. ولكن هذا الموقف جعلها تُصر على أن تفعل شيئاً .. وتعيد له صندوقه مهما كانت العواقب .. و أن تستغل وجود الصندوق معها محاولة اصلاح بعض الأوضاع .. .
صوت مزعج خارج المنزل .. من عجوز و صوت تصادم وصراخ ..
لم تحتمل " جنه " وذهبت الى الخارج لترى ..
و إذا بالعجوز العجيب يصرخ بوجه أحد الجيران المقيمين بشارعهم .. صراخاً مميتاً " لابد لك أن تصلحه "
- " انت دائماً تجبر الآخرين على تحمل أخطائك "
- " ستصلحه لي "
- " لن أصلحه "
- " سأقتلك "
- " !! "
صُعِقت " جنة " من الكلمات
خارج منزل العجوز كانت توجد جرة كبيرة .. كان يضعها " غريب الأطوار على باب منزله بها بعض الزهور النادرة ..
و غالباً أثناء دخول الاستاذ " هاشم " بسيارته الشارع عائداً الى منزله .. اصطدم بها عن غير قصد .. فكُسرت وتناثرت الزهور خارجاً ..
هذا ما استنتجته " جنه " مما رأته .. و لكنها اندهشت من انفعال الرجل العجوز المُبالغ فيه .. لماذا يعامله هكذا ؟ .. لماذا يتعامل مع الجميع بعنف وعجرفة ؟ .. وتذكرت كلمات " عمر " عنه .. وصدّقت الآن .. ولكن هذا الموقف جعلها تُصر على أن تفعل شيئاً .. وتعيد له صندوقه مهما كانت العواقب .. و أن تستغل وجود الصندوق معها محاولة اصلاح بعض الأوضاع .. .
( 3 )
في الشارع خارجاً .. يتذمر الاستاذ " هاشم " .. وتقاطعه " جنة " ..
- أستاذ هاشم .. أستاذ هاشم
- نعم !
- أنا " جنه " .. جارتك هنا
- أهلاً
- لقد رأيت ما حدث و آسفة لك
- لماذا تتأسفين ؟!
- لأاني لم أستطع التدخل
- هل تعرفين هذا الرجل ؟
- لا لكني أريد التعرف عليه .. حقاً انه غريب
- لا أنصحك
- نحن جيران !
- لا يوجد هنا جيران
- لهذا أتأسف لك .. كنت أريد التدخل وحل الموقف .. لكني أخاف مناقشة هذا العجوز .. لكني أوعدك في المرة القادمة سأتدخل دون احراج .. حتى يتسنى لك أن ترى ان لك جيران على حق ..
- انتِ لطيفة
- شكراً لك أستاذ " هاشم "
- شكراً لكِ أنتِ .. رغم صغر سنك الا انكِ تتمتعن بحس المسئولية.. ليتك تعلمين ابني .. هو في مثل سنك لكنه مستهتر ولا يهتم مطلقاً
- قريبا سنتعرف عليه .. فأولاد الجيران هنا غرباء .. ولكن ليس بعيداً أن تتواجد مناسبة تجمعنا
- ان شاء الله
- من الآن فصاعداً سنصبح جيران
- " جيران " .. قالها وهو يبتسم لها ويدعوها أن تزورهم يتشاركوا بعض الامور .. و جاءتها الفرصة بأن تخبره بأنها قد تحتاج مساعدته قريباً .. ورحّب بذالك ..
أنهت " جنة " حديثها وعادت للمنزل .. وهي تمتليء بسعادة قد تمنتها .. فقد يفرح " عمر " أنها تستطيع أن تكتسب الجيران كما وعدته ..
وتذكرت !
قد تركت الصندوق على سريرها و هي على عجلة من أمرها .. وخافت ان يراه أحد ويسألها عنه ..
و مسرعة عادت الى غرفتها تطمئن على مخزن الأسرار قبل أن يعبث به الآخرين ..
فهو امانة .. و بداية مهمة لها ..
.
...
بقلمي :
[ هدى علآم ]
في الشارع خارجاً .. يتذمر الاستاذ " هاشم " .. وتقاطعه " جنة " ..
- أستاذ هاشم .. أستاذ هاشم
- نعم !
- أنا " جنه " .. جارتك هنا
- أهلاً
- لقد رأيت ما حدث و آسفة لك
- لماذا تتأسفين ؟!
- لأاني لم أستطع التدخل
- هل تعرفين هذا الرجل ؟
- لا لكني أريد التعرف عليه .. حقاً انه غريب
- لا أنصحك
- نحن جيران !
- لا يوجد هنا جيران
- لهذا أتأسف لك .. كنت أريد التدخل وحل الموقف .. لكني أخاف مناقشة هذا العجوز .. لكني أوعدك في المرة القادمة سأتدخل دون احراج .. حتى يتسنى لك أن ترى ان لك جيران على حق ..
- انتِ لطيفة
- شكراً لك أستاذ " هاشم "
- شكراً لكِ أنتِ .. رغم صغر سنك الا انكِ تتمتعن بحس المسئولية.. ليتك تعلمين ابني .. هو في مثل سنك لكنه مستهتر ولا يهتم مطلقاً
- قريبا سنتعرف عليه .. فأولاد الجيران هنا غرباء .. ولكن ليس بعيداً أن تتواجد مناسبة تجمعنا
- ان شاء الله
- من الآن فصاعداً سنصبح جيران
- " جيران " .. قالها وهو يبتسم لها ويدعوها أن تزورهم يتشاركوا بعض الامور .. و جاءتها الفرصة بأن تخبره بأنها قد تحتاج مساعدته قريباً .. ورحّب بذالك ..
أنهت " جنة " حديثها وعادت للمنزل .. وهي تمتليء بسعادة قد تمنتها .. فقد يفرح " عمر " أنها تستطيع أن تكتسب الجيران كما وعدته ..
وتذكرت !
قد تركت الصندوق على سريرها و هي على عجلة من أمرها .. وخافت ان يراه أحد ويسألها عنه ..
و مسرعة عادت الى غرفتها تطمئن على مخزن الأسرار قبل أن يعبث به الآخرين ..
فهو امانة .. و بداية مهمة لها ..
.
...
بقلمي :
[ هدى علآم ]
( فلسَفة صُندوقْ ) الفصل الثاني
( فلسَفة صُندوقْ )
الفصل الثاني
صندوقاً وحيداً خلف الرصيف .. ينادي .. هل من مجيب ؟!
علي أنغام إهمال من " عمر " .. عندما أوقع بعض أوراقه مسرعاً فقد تأخر - كالعادة - عن عمله .. رأى الصندوق .. بجانب باب منزله .. وقبل أن يقتله الفضول همّ يفتحه .. وفجأة..
تذكّر جاره " الاستاذ حسين " .. وتذكر ايضاً كل الكلمات التي هدده بها مسبقاَ .. وأنه حقاً غريب الأطوار .. أدرك أنه من الممكن جداً أن يكون هذا الصندوق له ..
ولكنه أهمل فكره أن ينقر باب بيته .. ويعطيه الصندوق .. فمن المؤكد جداً أن تشب بينه وبين السيد جاره مناقشة حادة ويطرب أذنه بما لذ وطاب من الإهانات ..
قرر أن يضعه مكانه .. لا رآه ولا أراد فتحه .. حتي يخرج صاحبه ويأخده ..
وبينما يضعه أرضاً .. إذا بأوراقه تقع مجدداً .. وهذه المرة ليست من إهماله .. بل عندما رآى بريقاً يلمع أمام منزله بعدة أمتار .. فقد خرجت " جنة " من منزلها ببعض الأكياس ..
وبالرغم من أنها أكياس ســ تُرمى ولا أهمية لها .. إلا أنها عزفت على مسامع " عمر" سيمفونية جديدة لم يسمعها من قبل .. وتسمّر مكانه ..!
ورأته " جنة " هكذا على وضعه .. وتعجَّبت .. فقليلاً ما تراه واقفاً ! .. دائماً مسرع ومهمل ..
واقفاً ينظر إليها ويبتسم !
" صباح الخير " .. قالت علي أمل أن يرد .. !
أفاقته الكلمة " صباح النور " .. وأدرك أنه قد سافر قليلاً ..
وهمهم ببعض الكلمات غير المفهومة ..
" هل تريد مساعدة ؟ " .. قالتها "جنة" وهي تتمشي ببضع خطوات تقترب منه ..
قال " نعم .. لا .. أقصد .. لا ! "
بعض الرعب فهذه متعلقات العجوز الغريب .. وألقى الصندوق أرضاً وأحدث صوتاً مزعجاً ..
جاءت .. وحملته "جنة" وهي تقول " أوقعت أشياءك .. أأنت بخير ؟! "
مرتبكاً " نعم بخير " .. وابتسم ابتسامة خجولة ..
لقد تأخرت عن عملي .. اعذريني .. مضطر أن أذهب ..
" وهذا ؟ " ..
" لا ليس لي .. أعتقد أنه للأستاذ حسين .. لا أعلم "
" لا افهم شيئاَ .. لقد وقع منك "
" آه " .. وتنهد .. " سأقص عليكي .. هذا الصنوق وجدته علي باب المنزل بيني وبين الأستاذ حسين .. و وسوس لي فضولي بأن أحمله وأفتحه .. ولم أستطع فهو مغلق بشكل غريب ..
ومن الممكن أنه للأستاذ حسين .. فهو غريب مثله ! "
" ممممممم .. ممكن حقاً .. لماذا لا تعطيه اياه ؟ "
" لن أتحدث مع هذا الرجل أبداً .. فكلامه جاف .. ولا يحب أن يعبث أحد بأشيائه .. ولا بمزاجيته .. لن أعيطه شيئاً .. ولا يهمني الأمر " ..
" هذه سلبية "
" اذا أردتي أنتي .. فــ هيا لن أمنعك .. ولكن نصيحة صغيرة .. لا تعبثي مع هذا الرجل .. "
وابتسم ابتسامة ساخرة ..
" هكذا اذن .. سأريك كيف يتحدث الناس مع بعضهم بعضاً "
" لقد حذرتك "
و ضربت الجرس المزعج .. وإذا بصوت أجش من الداخل ..
" من هذا الــــ ................. .. الم ترَ أنني نائم .. ايها الـ ..... أغلقت الباب والنافذه لأنني نائم .. ألا تفهمون ؟! .. اذهب بعيدا قبل أن أخرج لك ........... "
اهتزت قليلا "جنة" ..
وضحك عمر ضحكة ساخرة جداً
" اتشمت بي " قالتها "جنة" وعيناها حزينة .. " لطالما تمنيت أن أكون على علاقة جيدة بجيراني .. "
ولكن الجميع لم يعطيني فرصه .. حتي انت .. تضيّع الفرص التي من الممكن ان تصلح علاقتك بالعجوز "
" انا آسف لم اقصد .. ولكنه حقاً غريب .. وعندك بعض الحق فيما تقولين .. ولكن .. كيف لو أن هذا الصنوق ليس له ؟ .. أسيصلح هذا علاقتنا .. أم يجعلني حديث المدينه بعد ان أُقتل علي يده ! "
وهنا ضحكت "جنة" .. " سأساعدك في معرفه اذا كان له أم لا .. وسأفكر في حل .. "
" أشكرك جداً .. وأتمني اذا كان له أن لا يتهمني بالسرقة "
" لا تقلق .. "
" سأعتذر .. لابد أن أذهب .. قبل أن أفقد عملي " .. " سعيد بالتعرّف عليكي "
" وأنا ايضاً .. اسمي جنة "
" عمر " .. " الي لقاء قريب "
" مع السلامه "
وبعد الوداع المؤقت .. عادت "جنة" الي منزلها والي أزهارها العطشى .. كي تقوم بعملها المفضل .. ولكنها أخذت معها صندوق العجوز ..
فقد كان فضولها يأخدها الي أن تعرف ماذا يحمل هذا الصندوق الخشبي الغامض .. !
( فلسَفة صُندوقْ ) الفصل الأول
( فلسَفة صُندوقْ )
الفصل الأول
-----
على ارض الشارع بعض الاوراق شبه الخضراء بعد ان سقطت من الاشجار وانتهي عمرها .. مكمله سنّه حياه وتاركه مكاناَ لغيرها ..
تسقط علي الارض محدثه ذاك الصوت البسيط .. في هذا المكان الغامض
فقد نسمع صوت الاوراق المتساقطه واحيانا نسمع للريح صوتا ! .. فقد كان حياَ هادئا الي هذا الحد ..
نتحدَّث عن حي صغير .. في مكان ما .. وعلي ابواب الشتاء وبعض السقيع الخفيف مع سلاسل الرياح السريعه .. وُلدت قصتنا
علي جانبي طريقنا اشجار تزينه وترتسم لوحه فنيه من الوان الطبيعه وسحر الخريف
نجد الوانا تشع بهجه .. اشجار تنجب الاحمر والاصفر .. ورغم هذه السيمفونيه الملوَّنه .. الا اننا لا نشعر بالحياه داخل هذا الشارع المريب ..
.. امام كل منزل شجره .. وكل شجره مختلفه عن الاخري .. مستقله بلونها بذاتها وذوق ساقيها وصاحبها ..
مختلفين لانعلم لماذا .. فهو حي غريب ..
مليء بالاسرار .. لا نعلم لماذا يسوده الهدوء رغم سكانه المختلفين .. !
علي الجانب الايمن من الشارع الرئيسي يقطن الاستاذ حسين .. (70 عاما ).. وهو كاتب روائي متقاعد .. رجل يتحدّث بالفصحي دائما وتراه وحيد بعد ان توفت زوجته منذ زمن ..
ليس له زوار ولا اصدقاء .. وهذا يعلل ما سُمي به من قِبل الجيران بأنه غريب الاطوار !
يُرى صباحاَ يسقي شجرته اليتيمه وبعض الازهار الصفراء حول شرفته .. ويجلس ليقرأ معظم النهار .. لا يُسمع صوته الا اذا مرَّ احد اولاد الجيران يزعجه .. فهو يحب الهدوء والوحده ..
ولا يريد ان يُحمّل يومه اي مفاجآت ..
علي بُعد امتار قليله يوجد منزل شاب يُدعي عمر ( 27 عاما) .. قد أتي ليعمل بهذه المنطقه تاركاَ عائلته
يعمل باحدي الشركات وهواياته كثيره جداا .. هذا ما يفسر الفوضي العارمه التي تسود منزله ..
لكنه قليلا ما يتحدث مع جيرانه .. تراه يعود من العمل يجلس يشاهد التلفاز او يستمع للموسيقي.. واحياناَ يغني !
مما يزعج جارنا العزيز الاستاذ حسين .. فكثيرا ما تحدث المشاجرات بسبب الصوت العالي من الشاب وتذمت وغرابه العجوز !
امام منزل عمر تعيش اسره صغيره مزعجه .. الام ( منال ) ( 50) والاب ( يحيي) ( 55) والابنه الشقيه ( جنه ) ( 24 عاما ) وهي فتاه تنعشها الحياه ..
تحب الاختلاط ولكنها لا تجد فرصه في هذا الحي المهجور ..
تحب الموسيقى والاشعار وتربيه الحيوانات فهي تملك قطه صغيره تثير الحي .. فمنهم الكثير من يكره القطط ويشمئز من جنه ..
ولديها الكثير من الزهور الورديه بحديقه المنزل .. تعشقها كثيرا ومن الواضح ان زهورها تبادلها الحب .. فهي تزيد وتزدهر .. حتي نكاد لا نري المنزل فهو مختفي خلف جنة جنه ..
هذا ما لا يعجب امها التي تقضي معظم نهارها في تنظيف المنزل من اوراق ابيها المتناثره وبعض الاتربه التي تخلفها الزهور الغاليه ..
علي بُعد .. نجد منزلاَ هادئاَ للغايه .. وهو منزل امرأه لا تُري بالشارع الا قليلا .. فهي حبيسه منزلها ولوحاتها .. ترسم ليلاَ نهارا .. وتذهب .. لا احد يعلم الي اين وتعود للمنزل ببعض المؤن وبدون لوحاتها ..
علي حد التخمين فهي تبيع لوحاتها !
آنسه ( سهر ) ( 40 عاما ) .. لم تتزوج وليس لديها اصدقاء سوي الفرشاه والالوان وبعض من الموسيقى الهادئه ..
وهي جاره لأسره الحاج ( ابراهيم ) ( 60 عاما ) وزوجته مدام ( سميه ) ( 50 عاما ) ..
هذه الاسره التي تستقر علي مقربه من نهايه شارعنا ولكن صوتها وازعاجها يمر من بدايه الطريق لآخره ..
فهي اسره مكونه من سته افراد .. الاب والام واربعه ابناء ..
الابنه الكبرى ( نيرمين ) ( 20 عاما ) فتاه جامعيه ملتزمه الي حد كبير بدينها وملابسها .. مثقفه ترتدي نظارتها معظم الوقت ولا تتكلم كثيرا مع الغير ..
نكاد نجزم انها لا تتكلم مطلقا !!
الابن الاوسط هو ( ياسين ) 18 عاما .. في السنه الاولي في الجامعه وهو شاب كغيره يملاه الطموح والحماس وبعض ازعاجات المراهقه
والتوءم الاصغر هما ( وائل و كريم ) وهما طفلان في العاشره من عمرهما .. توءم لا تشوبه شائبه .. غير انهما الاكثر كرها في الشارع لشقاوتهما المستمره .. من لعب الكره الي هوايه ازعاج الجيران !
بنهايه هذا الشارع
يعود لمنزله المهندس ( هاشم ) وابنه الوحيد ( خالد ) يوميا بنفس الميعاد من عمله بعد ان يذهب ليصطحب ابنه من الجامعه ..
والروتين اليومي الملوَّن ببعض المشاجرات والاحاديث الممله .. نسمعها الي ان يدخلا منزلهما
وسط هذا الهدوء الغير الطبيعي في الحي الغريب .. والجنون المخيّم علي ساكنيه .. علي حافه الطريق وجد صندوقاَ مغلقاَ ..
مغلف بشريطه لاصقه وربطه من القماش بشكل مثير .. غامض
.. وليست عليه اي معالم تدل علي صاحبه ..
يحتمي قليلا بالرصيف .. بين منزل الاستاذ حسين و منزل عمر .. ولا نعلم حتي الآن لمن هذا الصندوق ..
فقد وُجد وحيداَ
وُجِدَ وحيداَ لافتاَ للأنظار .. صباحاَ في هذا الحي الهاديء .. الهاديء جداا ..
الفصل الأول
-----
على ارض الشارع بعض الاوراق شبه الخضراء بعد ان سقطت من الاشجار وانتهي عمرها .. مكمله سنّه حياه وتاركه مكاناَ لغيرها ..
تسقط علي الارض محدثه ذاك الصوت البسيط .. في هذا المكان الغامض
فقد نسمع صوت الاوراق المتساقطه واحيانا نسمع للريح صوتا ! .. فقد كان حياَ هادئا الي هذا الحد ..
نتحدَّث عن حي صغير .. في مكان ما .. وعلي ابواب الشتاء وبعض السقيع الخفيف مع سلاسل الرياح السريعه .. وُلدت قصتنا
علي جانبي طريقنا اشجار تزينه وترتسم لوحه فنيه من الوان الطبيعه وسحر الخريف
نجد الوانا تشع بهجه .. اشجار تنجب الاحمر والاصفر .. ورغم هذه السيمفونيه الملوَّنه .. الا اننا لا نشعر بالحياه داخل هذا الشارع المريب ..
.. امام كل منزل شجره .. وكل شجره مختلفه عن الاخري .. مستقله بلونها بذاتها وذوق ساقيها وصاحبها ..
مختلفين لانعلم لماذا .. فهو حي غريب ..
مليء بالاسرار .. لا نعلم لماذا يسوده الهدوء رغم سكانه المختلفين .. !
علي الجانب الايمن من الشارع الرئيسي يقطن الاستاذ حسين .. (70 عاما ).. وهو كاتب روائي متقاعد .. رجل يتحدّث بالفصحي دائما وتراه وحيد بعد ان توفت زوجته منذ زمن ..
ليس له زوار ولا اصدقاء .. وهذا يعلل ما سُمي به من قِبل الجيران بأنه غريب الاطوار !
يُرى صباحاَ يسقي شجرته اليتيمه وبعض الازهار الصفراء حول شرفته .. ويجلس ليقرأ معظم النهار .. لا يُسمع صوته الا اذا مرَّ احد اولاد الجيران يزعجه .. فهو يحب الهدوء والوحده ..
ولا يريد ان يُحمّل يومه اي مفاجآت ..
علي بُعد امتار قليله يوجد منزل شاب يُدعي عمر ( 27 عاما) .. قد أتي ليعمل بهذه المنطقه تاركاَ عائلته
يعمل باحدي الشركات وهواياته كثيره جداا .. هذا ما يفسر الفوضي العارمه التي تسود منزله ..
لكنه قليلا ما يتحدث مع جيرانه .. تراه يعود من العمل يجلس يشاهد التلفاز او يستمع للموسيقي.. واحياناَ يغني !
مما يزعج جارنا العزيز الاستاذ حسين .. فكثيرا ما تحدث المشاجرات بسبب الصوت العالي من الشاب وتذمت وغرابه العجوز !
امام منزل عمر تعيش اسره صغيره مزعجه .. الام ( منال ) ( 50) والاب ( يحيي) ( 55) والابنه الشقيه ( جنه ) ( 24 عاما ) وهي فتاه تنعشها الحياه ..
تحب الاختلاط ولكنها لا تجد فرصه في هذا الحي المهجور ..
تحب الموسيقى والاشعار وتربيه الحيوانات فهي تملك قطه صغيره تثير الحي .. فمنهم الكثير من يكره القطط ويشمئز من جنه ..
ولديها الكثير من الزهور الورديه بحديقه المنزل .. تعشقها كثيرا ومن الواضح ان زهورها تبادلها الحب .. فهي تزيد وتزدهر .. حتي نكاد لا نري المنزل فهو مختفي خلف جنة جنه ..
هذا ما لا يعجب امها التي تقضي معظم نهارها في تنظيف المنزل من اوراق ابيها المتناثره وبعض الاتربه التي تخلفها الزهور الغاليه ..
علي بُعد .. نجد منزلاَ هادئاَ للغايه .. وهو منزل امرأه لا تُري بالشارع الا قليلا .. فهي حبيسه منزلها ولوحاتها .. ترسم ليلاَ نهارا .. وتذهب .. لا احد يعلم الي اين وتعود للمنزل ببعض المؤن وبدون لوحاتها ..
علي حد التخمين فهي تبيع لوحاتها !
آنسه ( سهر ) ( 40 عاما ) .. لم تتزوج وليس لديها اصدقاء سوي الفرشاه والالوان وبعض من الموسيقى الهادئه ..
وهي جاره لأسره الحاج ( ابراهيم ) ( 60 عاما ) وزوجته مدام ( سميه ) ( 50 عاما ) ..
هذه الاسره التي تستقر علي مقربه من نهايه شارعنا ولكن صوتها وازعاجها يمر من بدايه الطريق لآخره ..
فهي اسره مكونه من سته افراد .. الاب والام واربعه ابناء ..
الابنه الكبرى ( نيرمين ) ( 20 عاما ) فتاه جامعيه ملتزمه الي حد كبير بدينها وملابسها .. مثقفه ترتدي نظارتها معظم الوقت ولا تتكلم كثيرا مع الغير ..
نكاد نجزم انها لا تتكلم مطلقا !!
الابن الاوسط هو ( ياسين ) 18 عاما .. في السنه الاولي في الجامعه وهو شاب كغيره يملاه الطموح والحماس وبعض ازعاجات المراهقه
والتوءم الاصغر هما ( وائل و كريم ) وهما طفلان في العاشره من عمرهما .. توءم لا تشوبه شائبه .. غير انهما الاكثر كرها في الشارع لشقاوتهما المستمره .. من لعب الكره الي هوايه ازعاج الجيران !
بنهايه هذا الشارع
يعود لمنزله المهندس ( هاشم ) وابنه الوحيد ( خالد ) يوميا بنفس الميعاد من عمله بعد ان يذهب ليصطحب ابنه من الجامعه ..
والروتين اليومي الملوَّن ببعض المشاجرات والاحاديث الممله .. نسمعها الي ان يدخلا منزلهما
وسط هذا الهدوء الغير الطبيعي في الحي الغريب .. والجنون المخيّم علي ساكنيه .. علي حافه الطريق وجد صندوقاَ مغلقاَ ..
مغلف بشريطه لاصقه وربطه من القماش بشكل مثير .. غامض
.. وليست عليه اي معالم تدل علي صاحبه ..
يحتمي قليلا بالرصيف .. بين منزل الاستاذ حسين و منزل عمر .. ولا نعلم حتي الآن لمن هذا الصندوق ..
فقد وُجد وحيداَ
وُجِدَ وحيداَ لافتاَ للأنظار .. صباحاَ في هذا الحي الهاديء .. الهاديء جداا ..
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)