الاثنين، 24 أكتوبر 2011

جيران الحب ( قصه قصيره )




اصدرت النافذه  اصواتا علي غير العاده .. لا تعلم مصدرهاا .. فاخدت وشاحها وتوجهت نحو النافذه الزجاجيه .. والبروده تشع منه .. وزاحت ستاره ورديه اللون ..
واذا بسياره تحمل اثاثا وكتبا .. واشخاص غرباء .. وجو من البعثره والضوضاء .. وشاب يهتم بحمل الكتب فقط !!
ظلت خلف نافذتها قليلا محاوله ان تعرف ماذا يحدث ولكن فشلت .. ارسلت ستارتها الورديه وخلعت الوشاح وجلست بجانب المدفئه تكمل روايتها ..
هي فتاه في العشرين من عمرها .. تجد نفسها اقرب للادب والروايات والاشعار .. تحبهم قدر حبها لنفسها .. فهم يشعرانها بانها مازالت تمتلك مشاعر وتعيش بعالم يعي معني لذلك  ..
ارادت ان تكمل احداث روايتها واذا بصوت ضوضاء شديده .. واصوات عاليه لبعض الاشخاص .. من وراء نافذتها الصغيره رأت شاب ينهر بعض الاشخاص بصوت مرتفع .. قد اوقع صندوقا في الارض ..
وتناثرت بعض الاوراق .. وطارت بعضها في الهواء وتبعثرت .. هذا هو الخريف !!

وسط الاجواء المتوتره .. همَّت عاصفه ترابيه شديده .. اطاحت بالجميع .. وطارت باقي الاوراق .. وانهار الشاب الغريب من شده الغضب ..ولكن .. بعض من الاوراق استقرت في الشرفه المطله علي الشارع ..
اسرعت الفتاه للشرفه لترى وتعرف جزءا من هذا الغموض .. واذا ببعض الاوراق الصغيره .. مكتوب بها بعض الكلمات " اتمني ان اراكي ولو لوهله .. لأعرفك .. يا من خطفتي قلبي بالأحلام .. يا من كنتي لي  .. يـــا .. "
وقبل ان تكمل قراءه نادتها الوالده بأن تحضر بعض الماء ومنشفه فبعض الجيران يحتاجون لمساعده !!
هَّمت فتاتي وهي تحمل الماء وتنزل للأسفل .. وسط جو خريفي معبأ بالتوتر .. ورماديه لون السماء تضفي علي الاجواء روح من الغموض والسحر .. ووسط بعض الاوراق الجافه الصفراء المتساقطه ظهر امامها
يبتسم حين نظر اليها .. و .. تاهت .. سافرت الي عالم غريب .. وخانتها مشاعرها وارتبكت .. ولم تتكلم .. !!
" شكرا "
قالها لها .. افاقها للواقع ..
قالت : " اتشكرني علي واجب " ..
قال :" لا اشكرك علي الماء .. اشكرك علي اوراقي .. فانت لا تعلمين كم احب اوراقي وكتبي .. تبعثرت كلها الا هذه .. فشكرا لكِ "
ولم تستطع ان تتكلم بعدما  علمت انها مازالت تحمل بيديها كتاباته .. التي من المؤكد انها قرأتها .. !
ارتبكت مجددا .. وهي تهمهم " عفوا " .

لم تكن تعرف فتاتي انها الاشاره .. كل شيء هو اشاره .. وبدايه لشيء ما .. !
دخلت غرفتها وبدون اي اسباب توجهت للنافذه .. ونظرت نظره اخيره الي ذلك الشاب .. ولم تعرف لما تريد ان تنظر .. لطالما احبت النظر منها ولكن اليوم تختلف .. !

مرَّ يومان ولم يحدث جديدا .. غير انها تسقي ورودها يوميا ثلاث مرات .. و تلمع زجاج نافذتها .. وتنظر الي الخريف .. اكثر من اللازم .. وتحدث نفسها كثيراا .. اهي نافذتي ام تغيرت !!
ليلا ..
سمعت صوت احدا يمر عبر الباب الرئيسي للمنزل .. جرت لــ مركز الرؤيه .. عفواَ - النافذه - .. ورأته .. وارتسمت الابتسامه علي شفاهها .. كيف هذا وكأنها افتقدته !

مصباح صغير واوراق وهدوء ليلي الا صوت بسيط لبعض الحشرات الليليه .. وسط هذا العالم الرومانسي .. يكتب ..
رأته يكتب .. وتذكرت بضع الكلمات اللي قراتها .. فقد كان يكتب لحبيبته .. محظوظه هذه الحبيبه  ان يكون هذا هو نصيبها ..
قررت ان تظل تنظر من النافذه حتي اشعار آخر !!
وفجأه .. اشتدت تيارات الرياح .. وهمَّت تخطف وشاحها الوردي الدافئ .. لتلقي به علي وجه صديقنا .. بعد أن طار بدون اجنحه ولمس هذا العالم الساحر الرومانسي واستقر عنده ..
" وشاح بعطر وردي " .. قالها بعد ان اشتم عطرها ..
وهمَّ واقفا ينظر عاليا وجانبا .. اين صاحبة هذا الوشاح  ؟..

هذا وبعد ارتباك شديد من الفتاه وقد اسرعت للداخل .. من الخجل ..

استيقظت صباحاَ .. وهي تمتليء من الحزن علي وشاحها المفضل .. ويمنعها حياؤها من التحدُّث والمطالبه به ..
همَّت لصلاتها .. وخصصت ساعه لربها .. وجلست تدعو الله كثيراَ بأحلامها .. وتحدثه عما بها .. وتستخيره في أمورها .. فهو اعلم بها .. قالت :
ربي انت اعلم بي مني .. واعلم بالخير عني .. اهديني لطريق الصواب .. وارضيني وارضى عني .. اللهم آمين "

شخص ما يقرع باب المنزل .. همت لتري ..
واذا بها تفتح الباب .. و من وراؤه هو .. تسمرت في مكانها بعد ان رأت وشاحها الوردي بيده ..!
" اراكي بملابس الصلاه أكنت تصلين ؟ "
" نعم .. كنت استشير ربي ببعض الامور "
" بارك الله لكي  .. هذا وشاحك اعدته لكي كما اعدتي لي اوراقي .. هذا رد الجميل "
" وكيف عرفت انه وشاحي ؟! "
" لا اعلم ولكن احسست .. كمان ان ملابسك ترتدينها وردي .. وستاره نافذتك ايضا .. اعتقدت انه لكي  .. تفضلي "
وهي تحمر خجلاَ .. " انه لي .. وشاحي المفضل اعطتني اياه جدتي .. فهو غالي عندي "
" قليلاَ مانري أناس يعتزون ببعض الاشياء البسيطه "
ابتسمت وهي تنظر للأسفل .. " شكرا لك "
سألها " اين والدتك " ..
" بالداخل تفضل .. "
دخل المنزل .. واذا ببعض اللوحات الرقيقه لزهور البنفسج وبعضاَ منها داخل زهريه علي المنضده ..
" انها تعشق مشتقات الوردي " .. والدتها وهي تبتسم ..
" نعم لاحظت "
" تفضل .. لقد قابلت والدتك صباحاَ وتحدثنا كثيراَ عن عملك وعن انتقالكم الي هنا .. "
" لقد انتقلنا فجأه .. والي الآن اخاف الا اشعر بالاستقرار "
" يابني .. تحدث اشياءاَ كثيرا علي غير ارادتنا ولكننا نكتشف آخراَ انها خيراَ "
" نعم .. اردت ان اسألك عن شيئاَ .. تمنيت ان اقوله من اول يوم لنا هنا "
" تفضل "
" هل ابتنك متزوجه ؟ "
" لا  .. لما ؟ "
" اريد ان اتزوجها .. منذ ان رأيتها وانا اشعر اني اعرفها .. لاحظت حنانها وأدبها وحبها لجيرانها .. لي يومين فقط والجميع يتحدث عنها .. اشعر ان الله يسوقني اليها "
" لا ادري لكن نسألها اولا .. ونسأل والدها .. والخير فيما يختاره الله "

سقطت الفتاه مغشيا عليها بعد سماعها العبارات الرقيقه منه .. وادركت الآن سر انجذابها اليه .. ولما عشقت النافذه الزجاجيه في اقل من يومين ..
و دعائها الذي كانت تدعو الله به امس ..

ليلا ..
كانت زياره مكونه من الاهل - او الجيران - ..  والجميع يتحدثون ..
داخل الشرفه جلست هي وهو بجانبها .. والقمر ينير السماء .. وجو بارد مع تساقط اوراق الشجر .. انها حقاَ سيمفونيه حب ..
قالت : " لماذا انا "
اجاب " حين سقط الوشاح عندي .. كنت اكتب وادعو الله ان يرزقني حبيبتي .. كانت في احلامي رقيقه كالوردي الذي ترتدينه .. صوتها كألحان عذبه حالمه .. تحب اهلها وتتمتع بروح متفائله رومانسيه .. وفجأه سقط الوشاح .. واحسست انها رساله من ربي
اشاره بانها موجوده .. وقريبه مني .. تذكرتك لا اعلم حينها لماذا .. وتذكرت اللحظات القصيره معك .. وعلمت انها انتي .. حبيبتي الورديه "
اغرورقت عيناها بالدموع " لكم تمنيت ان احيا قصه حب نقيه .. "
قال " أُحِبُّكِ .. يا من تحبين مشتقات الوردي "

لا تعلم الي اي طريق ستذهب .. وحده ربك من يشير .. ووحده من يضع الارزاق .. ووحده من يوفِّقنا لــ بعض ..
فحين تشعر باليأس تذكر انك ستتفاجأ بأنه ليس من حقك اليأس .. فالحق المشروع الوحيد هو الثقه بالله ..
يوماَما سـ تلمس احلامك .. يوما ما ستوفَّق لــ حبك .. يوماَ ما ســـ تُسعد ..
يوماَ ما ..
  
.
.


هناك 4 تعليقات:

  1. اولا مساء النور أختي هدى علام
    ثانياً سعدت بمعرفة مدونتك جداً أعجبتني كلماتك بسيطة ومعبرة أحسست بها ،،،
    سعيدة لمعرفتك ،،
    اتمنى ان تزوري مدونتي http://memi2012.blogspot.com/
    تحياتي ،،

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً جداً على كلماتك .. و مدونتك أنا اشتركت فيها عجبتني جدا كمان تنسيقها و ان شاء الله اشارك :)

      حذف
  2. بس الأفضل انك تلغي كلمات التحقق من التعليقات

    ردحذف