الأحد، 15 يوليو 2012

يوماً ما - 27 يوم من عمري

اليوم لن أكتب قصصاً .. سأسرد أحداث يومي .. فهي حقاً تستحق التسجيل .. 
أحتاج للفضفضة .. !


بدأت الحكاية صباحاً حوالي الساعة الخامسة و النصف .. حيث استيقظت عيناي على نور الصباح الدافيء .. الدافيء جداً حيث درجة الحرارة اليوم 39 درجة مئوية .. و ربما أكثر ! .. 
و أشعة الشمس الحارقة و قد رُسلت من نافذة حجرتي .. تحرق بشرتي الرقيقة و توقظني من أحلامي على غفلة .. !
ترجلت من سريري فلم أستطع النوم مجدداً .. و قد ظننتها فرصة ان أكون وحدي ربما ساعتين اضافييتين قبل نزولي للجهاد خارجاً .. فقررت أن أكتب بعض السطور الجديدة في روايتي التي لم تكتمل بعد .. فقد الهمني الصباح بالجديد .. 

أعددت قهوتي المفضلة .. و توجهت الى ما يسمى بـ " الانتريه " حيث الهدوء التام فالكل مازال نائم .. أزحت الستائر ليدخل النور .. و أحضرت الـ " لاب توب " الخاص بي و بدأت في الكتابة .. و لا أعلم لما أحداث قصتي بدأت طريقها للاحباط قليلاً .. ؟!

و هنا .. استيقظت والدتي لتخرجني من عالمي الخاص و تحكي لي ما تريد أن تفعله اليوم .. و أنني لابد لي و أن أبدأ بتحضير نفسي للنزول و الكفاح مع درجة الحرارة .. !
ودعت قصتي و قد كنت توقفت منذ زمن عن الكتابة بالفعل !

و أثناء أدائي واجب " الكي " الذي أكرهه منذ الولادة .. تنبهت لأمي تناديني فقد شعر والدي بالتعب المفاجيء .. 
أسرعت اليه و القلق يملأني .. و بعض الاسعافات .. و كانت النتيجة أنه لابد لي الا النزول لاحضار بعض الأشياء الضرورية و الحلويات فقد انخفض معدل السكر في الدم مع انخفاض كل مؤشرات الراحة في صباح هذا اليوم .. 
أحضرت العصائر و الحلويات بعد شكري لـ " بواب العمارة " على اجابتة السريعة حين طلبته .. و مساعدته لي !!! 

انتظرت أن تتحسن حالة والدي لأنه من المخطط له أننا سنذهب سوياً لأداء بعض المهام .. فأنا لا أستطيع قيادة السيارة بسبب خوف والداي المفرط !
و انتظاري باء بالفشل .. و قررت الاعتماد على نفسي .. ! 
بدلت ملابسي و خرجت من منزلي على امل انهاء اليوم وحدي .. و بداية القصة كانت " عطل في الأسانسير " !!

قمت ببعض المشاوير المسجلة لدي بقائمة مهامي اليوم .. و التي أجبرتني على ركوب المواصلات العامة مرات عديدة في الحر القاتل .. و كان هذا ما أشعرني بقمة السعادة حقيقةً .. 
و لن أنسى سائق " التاكسي " اللطيف .. الذي كان يحدثني عن مدى قلقه حين رآني وحدي في الطريق و الشمس حارقة .. فقد أبدى استغرابه أنني أشعر بالحر الشديد ! 
و " المنديل " المعطر جداً الذي عرضه علي و لا أعلم المبرر لذلك .. و لكن شعرني هذا بالقلق و الضحك الغير مسبب .. و رُسِمت أمامي قصصاً من أفلام الأكشن التي يحدثونا عنها في الاعلام من الخطف و القتل و ما الى ذلك ! 

و عندما وصلت الي مكان نزولي .. خرجت من العربة مودعة المكيِّف فقد كان خوفي أكبر من الحر .. و قد تركت له ما تبقى من المال المدفوع !

كانت المحطة الحالية هي محطة السجل المدني .. حيث موظفو الحكومة الأعزاء .. و الحياة الكريمة التي نعيشها داخل هذا المكان الرائع .. فقد قدمت لتغيير بعض المعلومات ببطاقة الرقم القومي الخاصة بي .. أتذكر أن أول مرة فعلت تلك الفعلة كنت بالمدرسة ! .. و قد تغيرت وظيفتي و عنوان سكني .. ! .. و بعد كل الاجراءات القصيرة جداً و المريحة جداً و الأوراق القليلة التي طُلِب مني احضارها .. تفاجأت بأنهم يطلبون مني أن يأتي ضامن و لم يخبرني أحداً بذلك من البداية .. يالله من الصعب أن يأتي أحداً في هذه الساعة من اليوم فمن المنطقي أن الجميع بالعمل ! .. 
و لكن لا حياة لمن تنادي .. و عندما حدثت المعجزة و حضر أخي في وقت قياسي و قبل غلق الشباك .. أخبرتني الموظفة المقيمة هناك بأن بطاقة أخي لا تعجبها ! 
و أنها تحتاج أيضاً للتغيير و لا يمكن أن يضمني .. هذا بعد أن جاء من عمله و كتب هذا الأقرار على نفسه و قد ضاع ما يكفي من الوقت .. و كفانا فليس هناك من عاقل يفعل هذا ثانيةً .. ! 
هذا ما جعلني انفجر بصوتي العالي الذي لم أستطع تصديق نفسي حينها و أنا أصرخ بوجهها على تعطيل مصالح و أمور الناس بهذه الطريقة .. 
و خرجت و أنا اتوقع أن هذا الروتين سيقتلنا يوماً ما ... !

وصلت منزلي و أنا أكاد أبكي على هذا اليوم المميت من الأحداث .. و اذا بي أكمل ما بدأ بالصباح و أحدث أجمل الخلافات على وجه الاطلاق مع أمي الغالية .. حيث أنها اقتنعت تماماً أنني المتسببة في تضييع وقت اليوم و ليس السجل المدني ! 
و لكني أرحتها بأنني لن أفعلها ثانيةً فقد عدلت عن تغيير بطاقتي الشخصية .. !

و أسرعت بالبكاء في حضن جدتي .. احتجت أن أفعل هذا الشيء جداً .. 
و كانت نهاية النهار قد أوشكت و كنت قد أوشكت على الانتهاء أنا الأخرى .. فتمددت قليلاً دون حتى أن أتناول طعامي .. و رغم الحر الشديد و ما يدور بذهني الا أني رحت في نوم عميق لمدة لا تزيد عن الساعتين .. لم أشعر خلالهما بأي شيء و لا بأحلامي .. 

و استيقظت على رنة هاتفي بعد أن تركت صديقة لي اتصالات عديدة دون اجابة و لم أسمعه .. و اعتذرت لها عن نومي المفاجيء و عدم شعوري بالوقت و قد كانوا ينتظرونني أن أراهم اليوم و قد مر وقت طويل على لقائنا سوياً .. و أنني كنت ضحية لنظام غبي قد يستمر معنا لبعض الوقت .. فخططي كلها قد ألغيت !! 

و كل ما مر خلال النهار أصبح الليل يغار من عدم مشاركته لي هذا اليوم السعيد .. فقامت الكهرباء بعملها المفضل اليومي بالانقطاع .. حيث الظلام و الحر الشديد .. و شاركتها المياه قليلاً .. حيث أنني أردت أن أحزم أمتعتي و أذهب لكوكب آخر فقط لأنتعش قليلاً .. !

و الحدث اليومي الهام هو اصابتي بالبرد .. ليتوَّج هذا اليوم السعيد أخيراً .. 
و لم يتنهي هذا اليوم بعد .. و لكني أريد أن أشعر أنه انتهى .. فسجلته للتاريخ .. فلا أعتقد أن هناك أسوأ من هذا يوماً .. 

و الغريب حقاً .. أنني أتوقع الأحسن غداً .. فمن المفرح أن أنشعر أنني مازلت على قيد الحياه .. !

15 - 7 - 2012

هناك 6 تعليقات:

  1. يا حبيبة قلبى صراحة يومى مش أسواأ من يومك كتيييييييير برضه صحيت بدرى والكهرباء اتقطعت لكن الحاجة الوحيدة المختلفة انى مش نزلت فى الحر ده
    وشكلى كده هعمل زيك ومش هغير بطاقتى بدل ما يحصل فيا كده
    ألف سلامة عليكى يا قلبى ان شاء الله انا وانتى لا *_^

    ردحذف
    الردود
    1. و لا انا و لا انتي يا اميرة .. احنا هنفطس من الناس قبل الحر دا :(

      حذف
  2. الف سلامة عليكة من البرد
    ومتفقة معاكى لازم تكونى واثقة
    بكرة احسن ان شاء الله :)

    ردحذف
    الردود
    1. الله يسلمك يا سكر :)
      يارب بكرة احسن يارب

      حذف
  3. سلامتك يا هدى الف سلامة ..

    فعلا اليوم ده كان حر بطريقة بشعة بجد .. اللهم اجرنا من النار يارب دى نقطة من بحر جهنم ..

    وطول ما املنا فى ربنا كبير ان شاء الله هنلاقي الاحسن فى كل يوم يجيي :)

    تحياتى ^_^

    ردحذف
  4. فعلا يوم غلس .. معلش..

    نصيحة روحي ف رمضان يوم من الصبح بدري تكون الشمس لسه ما قويتش .. مش هتلاقي حد ع الشباك وهتخلصي البطاقة هوا .. أنا عملت كده من 2 رمضان ومكنتش مصدقة اني خلصت لدرجة اني قرصت نفسي :)

    ردحذف